نيرة العيسوى أزهرى 4
عدد المساهمات : 130 ترمومتر المستوى : 5685 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 37 الموقع : www.azhari.zolm.org
| موضوع: أصالـــــة و حداثــــة جامــــــع و جامعــــــــة الأحد مايو 16, 2010 8:12 pm | |
| أصالـــــة و حداثــــة جامــــــع و جامعــــــــة يعود إنشاء الجامع الأزهر إلى العهد الفاطمي، حيث وضع جوهر الصقلي حجر الأساس، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، في 14 من رمضان سنة 359 هـ (971م )، وافتتح للصلاة لأول مرة في 7 من رمضان سنة 361 هـ. و سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها و التي ينتسب إليها الفاطميون. وقد كان الغرض من إنشائه في بداية الأمر الدعوة إلى المذهب الشيعي، ثم لم يلبث أن أصبح جامعة، يتلقي فيها طلاب العلم مختلف العلوم الدينية والعقلية, ويرجع الفضل في إسباغ الصفة التعليمية علي الأزهر إلي الوزير يعقوب بن كلس ، حيث أشار علي الخليفة العزيز سنة 378 هـ بتحويله إلي معهد للدراسة، بعد أن كان مقصورا علي العبادات الدينية، و نشر الدعوة الشيعية. وقد أقيمت الدراسة فعليا بالجامع الأزهر في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطمي، عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان المغربي سنة 365 هـ (أكتوبر 975م), في أول حلقة علمية تعليمية، ثم توالت حلقات العلم بعد ذلك. كانت حلقات التدريس هي طريقة وأساس الدراسة بالأزهر، حيث يجلس الأستاذ ليقرأ درسه أمام تلاميذه والمستمعين إليه الذين يتحلقون حوله، كذلك يجلس الفقهاء في المكان المخصص لهم من أروقة الجامع. ولا يتم الاعتراف بالأستاذ ليتولي التدريس إلا بعد أن يجيزه أساتذته ويستأذن من الخليفة. وقد تنوعت حلقات الدراسة بين الفقه، والحديث، والتفسير، واللغة، وغيرها من العلوم الشرعية. ورغم تعطل إقامة الخطبة في الجامع الأزهر حوالي مائة عام منذ عهد صلاح الدين وبداية الدولة الأيوبية, إلا أن هناك دلائل تشير إلي استمرار الدروس به علي فترات متقطعة. و يعود الفضل للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري في إعادة الخطبة إليه، حيث قام بتجديده وإعماره وفرشه مرة أخري، كما استجد به مقصورة حسنة. وسرعان ما استرد الأزهر مكانته بوصفه معهدا علميا ذو سمعة عالية في مصر و العالم الإسلامي. هذا ويعد العصر المملوكي من العصور الزاهية للأزهر، حيث ذاع صيته، وأخذ مكانته كمركز تعليمي، وزوّد بالمكتبات والكتب النفيسة، إلي أن أصبحت مكتبته واحدة من أكبر وأعظم مكتبات الشرق والعالم، لما حوته من كنوز ونفائس. واستمر إعماره و تحسين نظمه وفرشه من قبل العديد من سلاطين المماليك, حتى أصبح المدرسة الأم بالقاهرة، والجامعة الإسلامية الكبرى التي لا ينافسها أي معهد آخر بالعالم الإسلامي أجمع. و لم يقتصر التدريس فيه علي العلوم الشرعية فقط، بل اشتمل أيضا علي علوم أخرى، مثل الفلك، والحساب، والطب، والعمارة، والجيولوجيا، والتاريخ، وبعض العلوم الاجتماعية، وغير ذلك من العلوم المختلفة, ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء. ورغم الخمول والجمود الذي حاق بالعلوم والفنون بمصر تحت نير الحكم العثماني إلا أن الأزهر ظل الملاذ الشامخ للعلم والمعرفة، وأصبح هو وشيوخه الملاذ الذي يلجأ إليه العامة من جور الحاكم، أو المساندة عند الشدة، إلي جانب ضلوعه بالتعليم، وإن اقتصر علي العلوم الشرعية فقط. و ليس هناك من دليل علي ما كان للأزهر من مكانة أكثر من موقفه من جور ولاة العهد العثماني، و تصدّره الثورات في فترة الحملة الفرنسية علي مصر، ووقوفه مع الشعب في اختيار محمد علي واليا على مصر. ففي هذه العقود الطويلة كان الجامع الأزهر بمعهده العلمي هو المصدر الوحيد لتحصيل العلوم، و تخريج موظفي ومعلمي الدولة في العالم الإسلامي. وفي العصر الحديث ومع النهضة التي بدأها محمد علي، لم يكن هناك إلا طلاب وخريجي الأزهر ليكونوا نواة للمعاهد التعليمية المختلفة، والتي أنشأت لتكون تعليما علي النمط الأوروبي الحديث، كما كانوا نواة البعثات التعليمية لأوروبا لنقل المعارف الحديثة. وترتب علي أعمال محمد علي قصور الأزهر واكتفائه بالعلوم الشرعية، وأصبح النظر إليه كمؤسسة دينية تقوم بتدريس العلوم الشرعية فقط. ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين شهد الأزهر بداية إصلاح وتحديث، كان الغرض منه تحويل الأزهر لمؤسسة ذات كيان تعليمي يأخذ بالنظم الحديثة، وتزعم عدد من العلماء هذا الإصلاح، يتقدمهم الإمام محمد عبده, حيث شكل أول مجلس إدارة للأزهر في 6 من رجب سنة 1312 هـ. تلاه صدور القانون رقم 10 لسنة 1911، والذي نظم الدراسة وجعلها مراحل، ووضع نظاما للموظفين، و شروطا لقبول الطلاب، و حدودا للعقوبات، وكذا نظم الامتحانات، والشهادات, وأنشأ هيئة تشرف عليه تحت رئاسة مشيخة, تسمي مجلس الأزهر الأعلى, وأوجد هيئة كبار العلماء. واستمرارا لتطور الأزهر الشريف صدر القانون رقم 49 لسنة 1930، والذي أنشأت بمقتضاه الكليات الأزهرية الثلاث, و هي كليات أصول الدين، والشريعة، واللغة العربية، ونص القانون علي إمكانية التوسع فى إقامة كليات أخرى. كما أدخلت العلوم غير الشرعية بالمعاهد الأزهرية، مثل: الرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية، لتأهيل الخريجين عند التحاقهم بالكليات الأزهرية المختلفة، ثم تلاه القانون رقم 26 لسنة 1936، حيث استحدثت مرحلة رابعة و هي الدراسات العليا، و أصبحت مراحله هي: • القسم الابتدائي و مدته أربع سنوات. • القسم الثانوي و مدته خمس سنوات . • القسم العالي (الكليات) و مدته أربع سنوات و تمنح الكليات الثلاث الإجازة العالية. • أما القسم الرابع و هو الدراسات العليا، و يمنح درجتين هما: 1. شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس أو القضاء أو الدعوة و تعادل الماجستير. 2. شهادة العالمية مع لقب أستاذ، وتؤهل الحاصلين عليها للتدريس بالكليات الأزهرية وتعادل الدكتوراه. و توجت المسيرة بقانون سمي قانون التطوير، وصدر في 5 من يوليو سنة 1961 تحت رقم 103 بشأن إعادة تنظيم الأزهر، حيث اعتبر الأزهر "الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى, التي تقوم علي حفظ التراث الإسلامي، ودراسته، وتجليته، و نشره". و نص القانون علي وجود وكيل للأزهر إلي جانب شيخه، وجعل هيئات الأزهر مكونة من: • المجلس الأعلي للأزهر: ويكون مسئولا عن التخطيط، ورسم السياسة العامة والتعليمية، واقتراح إنشاء كليات، وكل ما يحقق أغراض الأزهر. • مجمع البحوث الإسلامية للبحث العميق والواسع في الفروع المختلفة للدراسات الإسلامية. • جامعة الأزهر: وتختص بالتعليم العالي في الأزهر وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم. • المعاهد الأزهرية: لإمداد جامعة الأزهر بخريجين علي قدر من الثقافة والمعرفة الإسلامية. مما سبق نرى أن جامعة الأزهر قلعة من قلاع مصر والإسلام، حملت لواء المعرفة والعلم قرونا متصلة، وقامت بنشر العقيدة الصحيحة، ولم تبخل بعلمها على الأمة الإسلامية وخلال تلك المسيرة تسلحت بالعلم و المعرفة، و جعلت منه درعا لها و لأمة الإسلام. والآن وفي بداية القرن الحادي والعشرين وبعد أكثر من ألف عام علي إنشاء الأزهر، تقدم جامعة الأزهر الخدمات التعليمية لحوالي أربعمائة ألف طالب و طالبة، يمثلون حوالي خمس التعليم العالي بمصر, وتضم نخبة من الأساتذة والعلماء يصلون إلي حوالي أحد عشر ألف عضو هيئة تدريس ومعاوينهم ، يساندهم ما يقرب من ثلاثة عشر ألف موظف وموظفة. هذا: وتنتشر كليات الجامعة الاثنتان والستون بفروعها الخمس، وتخصصاتها التي تفوق أي جامعة أخرى, في ست عشرة محافظة من محافظات مصر، ويخدم طلابها حوالي أربع عشرة مدينة جامعية. وتأمل الجامعة أن تستمر في رسالتها، مطورةً أداءها، لتواكب مستجدات العصر الحديث، ولتحوذ المكانة التي تليق بتاريخها وأصالتها وعراقتها. منقول من موقع جامعة الأزهرhttp://www.azhar.edu.eg/pages/history2.htm | |
|