على ابواب الثلاثين

لم اعد ادرى ما الصواب وما الخطأ

لم اعد ادرى هل العيب فى ام فى من حولى

هل العيب فى تفكيرى ام فى الزمن الذى لم يعد يصلح لهذا التفكير

تتسارع الايام وما هى الا ايام قليلة واخط بقدمى على اول الثلاثين

صحيح اننى لايهمنى السن ولا اتضايق منه بل واقوله دون كسوف او مواربة كما تفعل معظم النساء

لكن سن الثلاثين مع انسة يعنى الكثير

يعنى انها اصبحت اكثر نضجا ووعيا وفكرا اصبحت اكثر قدرة على النقاش وتحمل المسئولية

اكثر تنظيما فى تفكيرها وفيما تريده من الحياة وخصوصا ما تريده من شريك العمر

لكنه يعنى على الجانب الاخر قلة الفرص المتاحة للزواج

وتضائل نوعية الازواج المتقدمين لها ولم يعد لديها الخيار سوى لمطلق او ارمل او رجل فى منتصف او اواخر الاربعينيات

ومجرد التفكير فى زوج مناسب يكبرها بسنة او اثنين او حتى خمس او ست سنوات يعد نوعا من انواع الخيال

لانه وللاسف هذا السن من الازواج يريد زوجة فى اوائل العشرينات اما التى دخلت فى الثلاثين فهى غير مناسبة له

والمضحك فى الامر انك تجد هذا الشاب بعد بضعة اشهر من الزواج بالعشرينية يستغيث من عدم تحملها المسئوليه وانها لا تعرف حقوق الزوج وواجباتها تجاهه

وان كل ما تريده هو الفسح والخروج ويظل هذا الزوج المسكين يشتكى مر الشكوى

ولم يفكر ولو لمرة واحده ان هذا هو اختياره لانك بكل بساطة لو سألت اى فتاة فى اوائل العشرينات (الا ما رحم ربى ) عن مواصفات شريك حياتها لقالت

الشقة والعربية والدخل المادى والفسح والسفر .... هذه هى احلام هذا السن ومبعممش فى بنات فى اوائل العشرين ايه فى الخلق والنضج لكنى بتكلم عن الاكثريه

فلا تلوم ايها الزوج الذى رفضت الفتاة الناضجة الواعيه لمجرد انها فى الثلاثين وفضلت فتاة العشرين بطموحاتها واحلامها وشبابها ......... فلا تلوم الا نفسك

سيدى زيادة فى العمر تعنى .............زيادة الخبرة والنضج

وعلى الجانب الاخر نجد ان هناك من يحب الزواج بالعشرينية لانه يريد ان يكون اول رجل فى حياتها وانه لا يريد لمن يتزوجها ان يكون لها اى تجارب سابقة سواء حب او حتى خطوبة يريدها صفحة بيضاء وطبعا البنت فى سن الثلاثين لن تكون تلك الصفحة الا ما ندر لاننا سنجد من مرت بتجربة حب او خطوبة وبالتالى فهى لاتصلح لان تنال شرف الزواج منه وكأن التى مرت بتجربة حب برئ او خطوبة تحت انظار الاهل او حتى مرت بتجربة ارتباط لم يقدر لها الله ان تتم يجب عليها ان تتوارى عن الانظار وان لا تتطمح فى زوج مناسب كأنها عاملة عاملة مع ان تلك التجارب تثقل من شخصيتها ونضجها فلماذا هذه النظرة المتعنتة فى الحكم على الفتاة

وللاسف هذه ليست نظرة الشاب فقط بل نظرة المجتمع فإذا وجدت فتاة اتخطبت مرة او اثنين عندما يسأل عنها يقال ( دى اتخطبت مرتين ) وكأنهم يريدون القول شوف بقى هى اتخطبت وفشكلت ليه ؟ يا ناس الخطوبة معمولة عشان نتعرف فى اطار شرعى ومش معنى ان البنت اتخطبت يبقى لازم بالضرورة انها تتجوزه ولا ايه رأيكم هى تعرفوا من بره بره واهو على الاقل ما تتحسبش عليها خطوبة ولا ايه ؟

وعلى الجانب الاخر نجد ان نظرة المجتمع للفتاة التى دخلت على سن الثلاثين انها يجب ان تقدم تنازلات فى مواصفات شريك الحياة وتقبل ما تقدمه الحياة لها حتى تستطيع ان تلحق قطار الزواج والقدرة على الانجاب حيث كلما تقدم بها العمر قلة فرص الانجاب ويتناسى المجتمع ان الزواج شركة عمر مش فستان ولا جزمة هتشترية ولو منفعش هترمية وتجيب غيره وخصوصا ان خيار الطلاق غير متوفر فى عرف الاسر المصرية وان الزواج يجب ان يستمر وعلى المرأة يقع عاتق انجاح هذه الحياة مهما كلفها ذلك من جهد عصبى ونفسى

فنجدهم ينظرون لمن تتشرط وتريد زوج يناسبها اجتماعيا وادبيا حتى وطباعا وسلوكا ان هذا تبتر منها ودلع وبكل بساطة يقال لها ( يابنتى الحقى اتجوزى العمر بيجرى انت لسه فاكرة نفسك صغيرة عشان تتشرطى ) ولا اللى تيجى تسألك اتجوزتى فتردى لسة ربنا مرزقنيش ترد وتقولك ربنا كريم بكرة يفرجها بتحسسنى انى بشحت ومستنية صدقه احساس غلس ومش ظريف