آه آه آه آه
بهذه الصرخة استقبل بعض أبناء مصر الدقائق الأولى من السنة الجديدة وبعد بضع ساعات كانت هذه صرخة كل مصرى وهو يشاهد الحادث المروع والجريمة الشنيعة التى حدثت فى الإسكندرية
صرخة تدل على الظلم على الهوان على عدم الامان وقد يعتقد البعض انها صرخة مسيحية لكنهم لا يفقهون شئ فى صرخة مصرية صرخة المسلمين والمسيحيين ولن اقول الأقباط كما هو شائع لان قبطي تعنى مصري وعليه فجميعنا أقباط مسلمين ومسيحيين
هذه الصرخة ظلت على لساني وزادت عندما شاهدت طفلة من المصابين وهى تقول (
ليه عملوا فينا كده احنا معملنلهومش حاجة حتى لو احنا عملنا حاجة مفش للدرجة دى إحنا مقتلنهموش ) دى كانت كلمات طفلة قد لا تتجاوز الثانية عشر من عمرها وكان هذا رأى زميل لى قال لى نفس الكلام (
أشمعنا إحنا )
انهمرت دموعي وانا اسمع هذا الكلام وأشاهد الأحداث الى هذا الحد وصل حالنا فى مصر ولماذا ؟ هل السبب تلك الدعاوى المتشددة فى كلا الطرفين والتى تردد ان الطرف الاخر ليس له الحق فى الوجود فى هذا البلد أم السبب قوى خارجية تريد ان تضرب هذا البلد وتحوله الى شتات ؟ وحتى نعلم السبب الحقيقى هذا إذا علمناه ماذا سنفعل حتى نرمم هذا الشرخ الذى كاد يؤدى بمجتمعنا والذى يأكل الاخضر واليابس حتى اصبح رمز الهلال مع الصليب لدى البعض مجرد شعار يردد والادهى انه لدى البعض كفر يجب الاستغفار عنه هل الى هذا الحد من السطحية والدونية وعدم احترام الاديان وصلنا اين اؤلئك المتشددون من قول الله تعالى (
ولكم دينكم وليا دينى ) اين هم من قوله تعالى (
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم )
الممتحنة 8 تبروهم البر الذى لم يذكر سوى هنا وفى بر الوالدين اين انتم من تلك الآيات ومن تعاليم ديننا الحنيف قال عليه الصلاة والسلام ( من أذى ذميا فقد أذنته بالحرب ) والذمى هو اهل الكتاب وهو كل من استأمنا على نفسه وعرضه وماله وسمى ذمى لأن له ذمة الله وذمة رسوله أى امان الله وأمان رسوله ومن يتعدى عليه فعليه غضب الله وغضب رسوله وحربه يوم الحساب .
ولن ألوم على الإخوة المسيحين إحساسهم بالغضب والظلم فلقد وضعت نفسى مكانهم وتذكرت ما حدث لمروة الشربينى وكيف أحسسنا بالظلم والاضطهاد وكيف ثورنا لمقتلها واتهمنا ألمانيا كلها رغم ان ما حدث لها كان فعل شخص واحد
أيها الاقباط مسلمون ومسيحيون لن اناقشكم فى معتقاداتكم وافكاركم ولكن تذكروا انه عندما يتبرع احدكم بالدماء لا يدرى لمن سيذهب هل لمسلم ام مسيحى وعندما يتعرض احد لحادث لايفكر هل الدماء المنقوله له من مسلم ام مسيحى وهل الطبيب الذى سيعالجه وقد يجعل الله انقاذك على يديه هل هو مسلم ام مسيحى وعندما نركب تاكس لا نفكر هل السائق مسلم ام مسيحى وعندما حدث الزلزال مات تحته ألوف ولم يفرق بين مسلم ومسيحى دماء شهدائنا التى روت رمال سيناء لم تفرق بين دم المسلم ودم المسيحى
فكروا جيدا لتعلموا ان مصيرنا واحد مسلمون ومسيحيون وعندما ينهار هذا البلد فسندفع كلنا الثمن مسلمون ومسيحيون فالنجعل شعارنا كما كان الدين لله فهو الذى يحاسب عليه والوطن للجميع كلنا مسئولون عن حمايته
ورغم انف المتشددين (
تحيا الهلال مع الصليب )