يعد علم "أصول الفقه" واحدًا من أهم العلوم الشرعية التي أبدعتها العقلية الإسلامية لخدمة الشريعة الإسلامية ؛ ذلك أنه يعد من أهم العلوم الموصلة إلى معرفة أحكام الله تعالى في كتابه وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" فهو العلم الذي ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، كما أنه ذلك العلم الذي يعد – من ناحية – الضابط لأحكام الشريعة، ولطرق استنباط تلك الأحكام، وهو بذلك يعد الرائد والقائد الذي اهتدت به النظم التشريعية المختلفة وسارت على نهجه ومنواله، كما أنه يعد – من ناحية أخرى – أشد العلوم تأثيرًا في تكوين عقلية الفقيه، أو العقلية الفقهية بصفة عامة؛ فهو العلم الذي يعطي متعلمه والآخذ به المناهج التي سلكها الأئمة المجتهدون في استنباط فقههم المتوارث عبر الأجيال، كما أنه العلم الذي يبين معالم الشريعة لمن يريد أن يستنبط الأحكام الشرعية فيما يطرأ للناس من حوادث ومستجدات؛ فكان لابد من هذا العلم لمن يريد أن يتعرف فقه السلف وأحكام الشرع في مختلف الأحداث.
والكتاب الذي يسر "دار الفاروق للاستثمارات الثقافية" أن تقدمه إلى القراء، هو واحد من أهم الحواشي والشروح التي ظهرت في علم "أصول الفقه" وهو كتاب: "سلم الوصول لشرح نهاية السول"، وهو حاشية الشيخ العلامة محمد بخيت المطيعي على كتاب "نهاية السول في شرح مناهج الأصول" للعلامة عبد الرحيم الإسنوي، الذي هو شرح لكتاب "منهاج الوصول إلى علم الأصول" للعلامة البيضاوي. وهو نسخة محققة معتنى بها أشد ما تكون العناية، ندعو الله أن ينتفع بها كل من يطلع عليها.