هذا المقال إشادة بأمرين حدثا في الأروقة الإدارة لمؤسسة الأزهر الشريف.
الأول خاص بإعادة تدريس المذاهب الفقهية، والثاني خاص بتعليق شيخ الأزهر على منح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية.
منذ فترة كتبت مقالا أنتقد فيه قرار شيخ الأزهر الراحل د. محمد سيد طنطاوي رحمه الله تعالى القاضي بإلغاء تدريس المذاهب الفقهية في مراحل التعليم الإعدادية والثانوية، بدعوى صعوبتها على أذهان التلاميذ. مع أن الاطلاع على هذه الكتب العتيقة هو ما كان يميز الطالب الأزهري عن غيره من طلاب المدارس والجامعات الأخرى.
ففقه المذاهب هو الذي احتفظ لنا بتراث الفقهاء المسلمين جميعا، وكفل لمن يسعى إلى نهضة فكرية إسلامية أن ينظر في المراجع التي سطرها العلماء في المرحلة الانتقالية بين العصر العثماني وعصر الاحتلال حتى يتخذ منها همزة وصل بين التشريعات المعمول بها سابقا وبين التشريعات التي ينبغي أن يُعمل بها الآن ..
والآن أكتب مقالا أشيد فيه بفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر حفظه الله وثبته على الحق لقراره القاضي بإعادة هذه الميزة الأزهرية مرة أخرى.
فهي في الحقيقة واجب الأزهر فضلا عن كونها ميزة له، لأنه الجهة الوحيدة القادرة على تخريج علماء قادرين على التعامل مع التراث العلمي الإسلامي الزاخر بالمفاخر.
وأما عن انتقاد شيخ الأزهر لمنح وزارة الثقافة جائزة الدولة التقديرية لذلك المدعي الأفّاق سيد القمني، فهو شيء مبشر للغاية ..
فمنذ زمن الشيخ طنطاوي رحمه الله لم نتعود من شيخ الأزهر أن يتدخل في أمور مشابهة..
فلم يكن الرجل يعترض على تصريحات تنطلق من أفواه بعض المرضى المتسترين بالعلمانية أو غيرها، ولم يشغل نفسه يوما بمناقشة فكرية لأحدهم.
لكن يبدو أن الأمر اختلف الآن وسيقف الأزهر وقفات صلبة أمام من تسول له نفسه الإساءة للإساءة تحت ستار الإبداع والفكر.
حتى أن جبهة علماء الأزهر الشريف التي لم تصدر منذ فترة طويلة جدا بيانا يشيد بقرار يتخذه شيخ للأزهر، رأيناها الآن تشيد بقراراته عندما لمست فيه ما يطمح إليه كل مسلم ومصري غيور.
نسأل الله أن يوفق فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب لما يحبه ويرضاه ويعيد للأزهر مكانته وأمجاده.