آسفة يا رسول الله
أحسست بخنجر يغرس فى قلبى وانا اسمع احد ابناء الإسكندرية ممن كانوا فى الكنيسة يوم الحادث المشئوم سمعته يقول (
اصبحنا نخاف ننزل نصلى إن كنا مش هنحس بالامان داخل دور العبادة إن كنا هنخاف ننزل نعبد ربنا ونصلى يبقى ايه اللى فاضل ؟) ساعتها تذكرت وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش وهو يقول لهم (
لا تحرقوا شجرا لا تهدموا بيتا ستجدون رهبانا فى صوامعهم يصلون فاتركوهم وصلاتهم ) تذكرت كيف ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما استلم مفاتيح بيت المقدس وجاء وقت الصلاة لم يرد ان يصلى داخل الكنيسة وصلى خارجها وقال (
حتى لا يجئ يوم يقول فيه المسلمون هنا صلى عمر فيهدمون الكنيسة ويبنون مسجدا ) بكيت وانا اتذكر ذلك ووجدتنى اقول سامحنى يارسول الله سامحنا لانه فى بلد مسلم لم يستطع المسلمون حماية المصلين حماية المتعبدين لله مهما كانت ديانتهم لم يستطيعوا ان يحافظوا على وصاياك كما لم يستطيعوا ان يحافظوا على سنتك
واعلم ان هناك من سيقول (
امال مبتحسيش بحزن وألم ليه لما يحدث فى غزة – وأفغانستان والشيشان والسودان والعرق مبزعليش ليه على اخواننا المسلمين الذين يبادون فى مشارق الارض ومغاربها ولا اللى انتم عاملينه ده خوف وخلاص )
مين قال اننا مش زعلانين للى بيحصل للمسلمين وبنبكى بدل الدموع دم لكنك خلطت بين انه يكون فى ايدينا حل وبين اننا عاجزين عن الحل ما يحدث فى العالم من مظالم وطغيان ليس لنا عليه سلطان وأقصى ما نستطيع فعله الإدانة والشجب وإرسال المساعدات لكن ما حدث فى الاسكندرية حدث تحت سلطتنا حدث فى بلد رئيسها مسلم حدث ونحن بأيدنا ان نمنعه ونحميهم حدث وهم أمانة فى رقبتنا أنا بنظر للأخوة المسيحيين على انهم أمانة استأمنا عليها رسول الله امانة الحفاظ على الارض الحفاظ على اخوتنا فى الوطن أمانة اننا نكفل لهم الامن والامان ليعبدوا الله وليشاركونا العيش والسعى فى هذه الحياة الدنيا
الرسول عليه الصلاة والسلام ترك لنا أمانة دعوة الناس الى دين الله لكن جعل شعارنا (
لكم دينكم ولى دينى ) عارفة ان الشعار ده أتكرر كتير لحد ما استنفذ وزهقنا من ترديده لكن ياريت نبطل نقوله بألسنتنا وياريت نتفكر فيه بعقولنا
وعلى الوجه الاخر أوجه كلامى لمن يريدها دولة إسلامية وخلافه وغيرها من الكلام الذى يتردد ياترى لو رجعتموها خلافة هتعملوا إيه فى اهل الكتاب من المسيحيين وغيرهم من أهل الديانات الذين يسكنون أوطاننا هل ستبيدونهم ام ستعطونهم حقوقهم وتبروهم كما أمر الاسلام
رسالة موجهه لعقلاء هذه الامة ياريت نعرف ديننا صح ياريت نطبق الاسلام صح مش مجرد شعار (
الإسلام هو الحل ) هو شعار صح فى معناه لكن تداوله بما فى عقول الناس وبما أودع فى عقولهم من ان الاسلام هنا يعنى ان المعاملة تكون للمسلمين وانه يجب على الجميع إتباع دين الاسلام
الاسلام هو الحل يعنى ان تطبيق مبادئ الاسلام وتعاليمه هو الحل لما نحن فيه من فساد وطغيان وابتذال
الى عقلاء الامة الى شيوخ الازهر الى المعتدلين أعيدوا الاسلام الصحيح قبل ان نستيقظ يوم نجد انفسنا دولة مدنية لا تطبق شعائر الدين ولا تحكم بمعاييره ومبادئه ونجد انفسنا الدين فى جهة والحياة فى جهة ساعتها هتخرب بجد وهنبكى بدل الدموع دم وساعتها هنقول بكل حرقة آسفين يارسول الله أضعنا الأمانة
الرئيسية 
