كلما شاهدت إعلانات الأفلام التى تدق رؤسنا ليل نهار على كافة قنوات الفضائيات .
وكلما شاهدت هذا الكم من العرى الجسدى والعرى الأخلاقى والعرى الفكرى فى هذه الإعلانات ,
كلما أدركت أننا قد أصبحاً شعوباً بلا أى هوية دينية ولا قاعدة أخلاقية ,
وأدركت أننا أصبحنا ألعوبة فى يد تجار المخدرات الجدد , ولكنها تجارة مرخصة ومعلن عنها وبتأييد حكومى وشعبى أيضاً .
قد يقول البعض . لماذا حكمت علينا بأننا شعوب قد فقدت هويتها الدينية والأخلاقية ؟
الجواب هو , أن التاجر لا يبيع إلا السلعة التى يجد مشترى لها , فإذا لم يجد لسلعته رواجاً ؟ كف عن بيعها وإنتاجها ,
إذاً نحن أيضاً مشاركون فى رواج هذه السلعة القذرة المسماة بأفلام الواقع كما خرج علينا بهذا المسمى الجيل الشيطانى الجديد من أمثال معدوم الذكر " خالد يوسف " وملعونة الذكر " إيناس الدغيدى " وكل من سار على نهجهما , فهم ليسوا إلا رواداً لهذا العرى والإسفاف
منذ بداية ظهور المسرح والسينما والإعلام عموماً فى أى منطقة من مناطق العالم , اصبحت هذه المجالات تخدم السياسة العامة للدول بطريقة أو بأخرى ,
ومنذ أن ظهرت فى عالمنا الثالث المتخلف , أصبحت العوبة فى يد الحكام يحركونها كيفما شاءوا ومثلما ارادوا لتحقيق اهداف سياسية معينة أو نشر فكر أو على الأقل الإلهاء عن مساوئهم وبلاويهم ,
وهذه حقيقة يعلمها الجميع , وليس أدل عليها من تلك الأفلام والمسرحيات والبرامج والمسلسلات التى تخرج علينا تحت مسمى اعمال فنية , بينما هى فى الواقع تبث فى عقول الشعوب توجهات الحكومات العامة والتى تريد أن تحشوا بها عقولنا , فتستخدم تلك الوسيلة الرائجة لتحقيق هذا الهدف .
أما عن كون هذه الصناعة " صناعة السينما " مثل تجارة المخدرات , فأنا ارى انها اشد فتكاً من تجارة المخدرات ,
فمن ناحية هى تجارة مباحة من قبل الحكومات , بل وتقوم الحكومات بتشجيعها والترويج لها تحت مسميات عديدة مثل رسالة الفن والإبداع وغيره من تلك المسميات التى ما أنزل الله بها من سلطان ,
بل وأنها تنصب لها المهرجانات , وتمنح لأهلها الجوائز المادية والعينية , وتمنحهم الشهرة والوصول إلى مقاعد صفوة المجتمع ,
إلى جانب أنها تدخل كل بيت وتكون فى متناول كل يد , سواء كانت يد رجل أو إمرأة بالغين أو فتاة أو شاب فى سن المراهقة , أو حتى أطفال ابرياء لا يميزون بين الغث والسمين مما يعرض عليهم ,
بينما نجد أن تجارة المخدرات محرمة من قبل الحكومة وتحاربها وتعاقب بأشد العقوبات كل من يتصل بها , إلى جانب أن من يريد المخدر يسعى إليه فى الخفاء , بينما هنا نجد أن تلك الأعمال القذرة هى التى تسعى إلينا فى قعر بيوتنا ,
والسؤال هنا هو ,
هل هؤلاء - الذين اطلقوا على أنفسهم لقب فنانين – هل هم اصحاب رسالة بالفعل ؟ وما هو مضمون تلك الرسالة ؟
أنا أرى أنهم بالفعل أصحاب رسالة , ولكنها رسالة " إبليس للبشر "
أما دون ذلك فهم مثل سائق السيارة الأجرة , يركب معه أى شخص يشير له , ويقاوله على الأجرة دون النظر إلى مضمون المكان الذى سينقله إليه ,
فهم يفعلون ذلك أيضاً بغض النظر عن أكاذيب تلك الرسالة التى زعموها لأنفسهم ,
فهم يجرون وراء ما يحقق لهم ربح مادى وربح الشهرة أياً كان المضمون ,
فهل تلك هى الرسالة ؟
هل الرسالة ان اقدم قضية ما عن طريق العرى والخلاعة ؟
هل الرسالة أن أقوض أركان الفضيلة والأخلاق بتلك المشاهد الجنسية الساخنة ؟
أين إذاً تلك الرسالة ؟؟؟؟
تم نقل تلك الصفحه
من منتدى مقهى كتكوت
وهذا للامانه
تحياتى
منقول بتصرف من :
- اقتباس :
- مقالة:
منتدى قهوة كتكوت
اسم الكاتب الأصلى للموضوع : fighter-2000
رابط المقال الأصلى
سياسة عارية أم عري سياسى
تم نشره في : 02-21-2010